تمكنت الطفلة اليمنية ندى الأهدل ذات الـ12 عامًا بأن تجذب اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بعد حديثها عن حديثها عن زواج القاصرات.
وتحدثت ندى عن الموضوع خلال لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات العربية بلباقة وثقافة كبیرة، ووضعت العديد من الحلول للقضاء علیه، خاصة في المجتمعات الفقیرة التي تكثر فیھا ھذه الظاھرة.
وقالت الطفلة إن زواج القاصرات يمكن إنھاؤه بالتعلیم، لأن أغلب الأسر الفقیرة تلجأ إلیه للتخلص من العبء المادي للفتاة على الأسرة، وھو الأمر الذي مرت به شخصیاً في حیاتھا.
كما استعرضت ندى خلال اللقاء الإجابات التي حصلت عليها من أهلها عندما أرادت معرفة سبب إقدامهم على تزويجها وهي قاصر، والتي حصرتها الأسرة في العادات والتقاليد والتخلص من عبئها وأن مكانها إما بيت زوجها أو قبرها.
بدأت قضية ندى الأهدل في يوليو 2013 عندما ظهرت فتاة يمنية تبلغ من العمر الأحد عشر ربيعا على شريط يوتيوب من دقيقتين تشرح فيه الضغوط التي مارسها أهلها لإجبارها على الزواج، وتتحدث فيه عن فرارها من أهلها تجنبا لزواج قسري وشيك، الامر الذي تسبب بضجة اعلامية كبيرة،بينما اصدرت منظمة سياج لحماية الطفولة بيانا تشكك فيه في صحة القصة وتدعي بان الطفلة تعرضت للاستغلال.
وانتشر مقطع الفيديو بشكل كبير وترجم للإنكليزية ليحصل على أكثر من 7 مليون مشاهدة خلال 3 ايام ويثير انتباه وسائل اعلام عربية واجنبية وقد قالت ندى في الشريط:
” انا صح اني هربت من أهلي .. انا لا اريد ان أعيش معاهم .. اريد ان أعيش عند عمي ..ايش براءة الطفولة .. اين براءة الأطفال عندما تزوجوهم كذا … انا بحل مشكلتي صح؟.. ولكن بعض الأطفال لا يستطيعوا حل مشكلتهم .. ربما يموتوا ربما ينتحروا .. ربما يفعلوا ما يدور براسهم لأنهم أطفال لا يعلمون بشيئ … لانهم لم يتعلموا ولم يدرسون ولا شيء .. يعني ماهو ذنبنا نحن … لست الوحيدة .. ربما كل الاطفال .. هنا اطفال كثيرين .. بعض الاطفال رموا بأنفسهم في البحر ماذا بعد !… ماهي البراءة هذه ؟.. هذه ليست براءة .. صحيح اني هربت إلى عند عمي .. وكان غير موجود .اتصلت بعبدالجبار يأخذني .. وعبدالجبار اعطاني بنت وسافرت انا وهي إلى الحديدة .. وعمي عندما علم بالموضوع جاء الي… وكمان امي بلغت علينا الشرطة وعمري 11 سنة وتريد ان تزوجني .. يعني لايوجد حياة لايوجدتعليم لايوجدقوة لايوجدفي قلوبهم رحمة ..ايش هذي التربية معاهم ! الموت ارحم لي اني اموت ولا ابقى .. انا أفضل ان أكون عند عمي ولا أكون عندهم .. يقتلوني يهددوني يقولو لي اذا رحتي عند عمك بنقتلكايش من تهديد يهددوا الأطفال … يرضيكم مثلي يزوجوني .. يرضيكم .. وكمان انا القتل عندي عادي .. ولا أعيش عندهم ولا أعيش عندهم. قتلوا احلامنا قتلوا كل شي فينا .. يعني ما ماذا بعد.. هذي ليست تربية .. هذي اجرام أجرام. خالتي عمرها ثلاث عشر سنة عاشت سنة مع زوجها وسكبت البترول على جسمها وماتت .. يعني يأخذ الحديد وكان يسكر وفيه مرض .. وفيه كل شيء .. يرضيكم يرضيكم اني اتزوج .يرضيكم ! يا امي اقنعي مني يا أهلي اقنعوا مني.. اني لا اريدكم .. خلاص دمرتواحلامي .. كلها دمرتوها .”
ألفت الطفلة كتابًا عن قصتها ذكرت فيه اعترافات والديها بمحاولة تزويجها، وموقفها ضد زواج القاصرات على خلفية ما حدث لخالتها التي أقدمت على الانتحار حرقاً بعد تزويجها بسنة، في عمر 11 سنة، وأختها التي حاولت الانتحار حرقًا أيضًا، في عمر 12 سنة.
شاركت في الفلم السينمائي العالمي “أنا نجود” الذي فاز بالعديد من الجوائز العالمية ورُشح لجائزة أوسكار، وكان دورها إنقاذ نجود من الزواج وبيع الخاتم الذي بيدها لشراء ألعاب وممارسة حقوقها الطفولية.