زواج القاصرات، احدى جرائم التي ترتكب ضد الفتيات الصغار، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وقتل لبراءة الطفولة، وصرخة الأمم للحقوق والحريات.
ومثلما يمثل تجنيد الاطفال انتهاك لحقوق الاطفال من الذكور فإن زواج القاصرات يمثل انتهاك لحقوق الاطفال من الإناث.
ولكن زواج القاصرات اكبر جرماً لأنها تحدث في كل البلدان.
لا يخلى أي بلد من هذي الظاهرة القاتلة لحقوق الانسان وخصوصاً البلدان النامية.
لانها تباع وتغتصب امام مرئ ومسمع من العالم.
تباع وتغصب بأمر والديها، وبتخطيط وتنفيذ طرفين تحت صفقة تجارية “
خطورتها وكبرها كبر الاوطان لان الفتاة تمثل نصف المجتمع وسوف تكون مسؤلة عن تربية الاجيال القادمة واي انتهاك ضدها يهدد مستقبل الاجيال القادمة وعكس تجربتها على ابنائها وهنا تكون الكوارث متتالية.
قضية زواج القاصرات أصبحت مثل الفيروس ينتشر بين الأجيال، وكم فتاة تبكي وتتألم قهر، وهي تتمنى فقط ان تكمل دراستها وتنهي هذه الزيجة، وكم فتاة تموت بسبب الحمل المبكر او الولادة لعدم قدرتها على الانجاب والولادة والحمل لبنيتها الضعيفة، ولا يمكن لاي مجتمع ان ينكر خطورة هذي الظاهرة التي قتلت معنى البراءة والطفولة
ولا يحق لأي أحد ان يقتل فتاة بالزواج وهذي الظاهرة جلبت ضحايا كثر من الأجيال قبلنا ولا زالت تقتلت وتدمر النسيج المجتمعي.
والاشد مرارة ان اسباب هذه الظاهرة المقيته يعود لعدة اسباب اهمها، العادات والتقاليد الغير حضارية وغير منطقيه، فلقد أصبح ابائنا ضحايا لهذي العادات الخاطئة التي قتلت فتيات ولا زالت تقتل أكثر فأكثر فمعتقدات الإباء ان تزويج البنت وهي بعمر صغير يعتبر حفاظ على شرفها وحفاظ على مستقبلها ويحميها من العنوسة، متناسين ان الزواج يقتل مستقبلها ويدمر حياتها ويحرمها من التعليم، ويساهم في تخلف المجتمع.
وما الفقر الا مبرر لهذي الزيجات فتزويج الفتات من اجل المال يعتبر متاجره بالأطفال فيكون المشتري هو العريس والبائع هو الاب وهذي الحقيقة المرة التي يتجاهلها المجتمع.
وياليتنا نعرف مدى خطورتها لما خاطرنا بحيات ابنائنا، فحرمان الفتيات الصغار من حنان الوالدين يتسبب بنهيارهم نفسيا وعاطفينا.
فعندما يصبح الأباء في سن الشيخوخة ويحتاجون الى عون أبنائهم يواجهون بالعقوق بسبب تذكر فتياتهم للمعاناة الذي وجدوها في طفولتهم لهذه الزيجات، وتصبح الصورة الذهنية لأي فتاة عانت من ظلم زوجها او حرمت من التعليم لا تمحى بسهولة وترافقها طوال حياتها، وحينها لن ينفع الإباء اعتذارهم بشكل متكرر لفتياتهم بسبب هذه الزيجة، وهو ما يجعلهم في تأنيب الضمير لما له من عواقب وخيمة على المجتمع.
بينما الفتيات الذين أكملوا تعليمهم وسنهم القانوني يصبحون أكثر وفاءً لآبائهم، لأنهم يشعرون بالفخر بما بذلوه ابائهم من صبر وتحمل للمسؤولية في تربيتهم وإكمال تعليمها ومقاومتهم للعادات والتقاليد الخاطئة، ويصبح الاسرة أكثر الاسر تكاتف وتفاخر وتماسك ووداً.
فكروا معنا إذا الطفلة تربي طفل (القاصرة تربي قاصر)، يصبح المجتمع قاصر ذهنياً وبدنياً، والمثل الشهير (الأم مدرسة إذا اعددتها اعدت شعباً طيب الاعراق)
مثل يكفي بأن نجعل لأبنائنا أمهات بمستوى عالي من التقدم والرقي والثقافة والعقل والفكر بحيث يصبح لدينا أبناء خرجوا من مدارس ريادية، وهذا من المستحيل ان تتوفر في فتيات أطفال.
اما ان يكون لدينا ام قاصرة لأبنائها كمن يختار لابنه مدرسة معلموها أطفال، فمن يقبل بأن تكون ام أولاده طفلة، وإذا قبل لا يحلم بأطفال مبدعين ناضجين يفخر بهم.
وإذا أصبح المجتمع تربية أطفال يصبح لدينا مجتمع متخلف، وتأخر كبير في التقدم والحضارة والرقي.
والمجتمعات حالياً لا ينقصها امراض واعاقات وازدحام مستشفيات.
فاغلب القاصرات يولدن أطفال مشوهين بدنياً، بسبب عدم اكتمال بنيتها على النضوج وتحمل جسدها على تغذية الطفل في الجنين، وهذا يترتب عليه الكثير من المعاناة للأبوين في تحمل مسؤولية وهموم أكبر في العلاج والمتابعة والتكاليف، وزيادة عبئ على المجتمع والدولة.