لها من اسمها نصيب فهي الغيث والسخاء.. ندى الأهدل التي تريد حماية الاطفال من ويلات الحروب التي فتكت بهم دون رحمة أو إحترام لطفولتهم، تنادي بالسلام و الأمان و الأحلام و تحارب بشجاعة الفساد و الظلم من خلال مؤسستها المنبر الذي من خلاله تلمس جراح أطفال وطنها و ترسل رسالة للعالم مفادها توقفوا عن إضطهاد الطفولة بحروبكم.
“روج” حاورت ندى الاهدل :
- حدثيني عن مؤسسة ندى الأهدل لحقوق الطفل؟
مؤسسة رسمية تم استخراج التصريح لها في نهاية 2017 من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتوجيه من دولة رئيس الوزراء، تعمل على مساعدة الفتيات القاصرات اللواتي تعرضن للزواج المبكر او العنف الاسري، وتساهم في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع عن مخاطر زواج القاصرات، والعنف المنزلي الذي اودى بحياة الكثير من الفتيات الى الموت.
قدمتُ اول مشروع في المؤسسة (اطفال الحروب سفراء السلام) وهوعبارة عن برنامج على وسائل التواصل الاجتماعي يعرف بحقوق الاطفال الذين تم سلب حقوقهم بسبب اوضاع الحروب مثل التجنيد وانهيار التعليم، وزواج القاصرات، ونال اعجاب الفضائيات المحلية، وعرض في المحافل الدولية المعنية بحقوق الانسان في الاردن وجنيف وفرنسا وهولندا.
بعدها اطلقنا برنامج (ملاذات آمنه ) وهو برنامج يجمع بيانات الفتيات اللواتي يتعرضن لانتهاك حقوقهن وتقديم الاستشارات القانونية وإيجاد ملاذ امن لهن، وتوفير مساعدات فورية.
والمشروع الآخير هو(احلامنا تتحقق) لتعليم الفتيات اللغة الانجليزية للذين تعرضوا للنزوح من الحرب، وتقطعت بهم السبل، وخسروا منازلهم واهاليهم جراء الحرب، وفي خطتنا استهداف 10 الف فتاة في جميع محافظات اليمن، وقد نفذنا خلال الثلاثة الاشهر الاولى 8 فصول تعليمية في 6 محاظفات يمنية لعدد 500 فتاة، بتمويل شخصي، ومازلنا نبحث عن شريك ممول لتنفيذ هذا المشروع في جميع محافظات الجمهورية، واتبعنا طريقة تعليم الانجليزية بطرق مبتكرة عالمياً وتعطي نتائج ايجابية في وقت قصير جداً حيث يكون 80% تدريب وممارسة اللغة بشكل تفاعلي و20% نظريات وقواعد.
- ماهي الخدمات و الحلول التي تقدمها مؤسسة ندى الاهدل لقضايا أطفال الحروب؟
المؤسسة حديثة عهد وبإمكانيات المتطوعين في الميدان وقائمة على مشاريع تساهم في رفع مستوى الوعي، والتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص لتقديم مساعدات للفتيات الذين يلجئون الى المؤسسة، وتوفير محامي او مساندة قانونية، والعمل على التخفيف من معانات الفتيات.
- هل حصلت المؤسسة على دعم من جهات حكومية وخاصة؟
للأسف لم يتم دعم المؤسسة من اي جهة رسمية او خاصة، لاسباب عدة، ان اغلب السفارات في اليمن مغلقة والمطارات شبه معطله، واغلب مجلس الادارة في حالة لجوء او نزوح بسبب الوضع الامني، والقيود الدولية لا تسمح بإرسال الاموال الى اليمن الا لجهات محدودة للغاية.
ولذلك نعتمد على جهودنا الفردية والمتطوعين على ارض الميدان الذين يشاركونا قضيتنا العادلة، وانفاق كل مخصصاتي المالية التي اتقاضاها من كتابي او بعض اعمالي الأعلامية، لجعلها نفقات تشغيليه.
ولكني اطمح ان اجد شركاء ممولين لمشاريع المؤسسة، حتى نتمكن من مساعدة المئات من الفتيات في اليمن، والاطفال الذي يعانون كل لحضة، بسبب الجوع وغلاء المعيشة وحرمانهم من التعليم، ومن ابسط حقوقهم في الحياة.
- بالنسبة للمؤتمرات التي شاركت فيها هل حصلتِ على تأييد فيما يخص قضية أطفال الحروب؟
بالتأكيد، قضية اطفال الحروب قضية عادلة، وكل مؤتمر او منصة عالمية حضيت قضيتي بنجاح كبير، وسحبت الاضواء اليها، ووجدت تعاطف الرأي العام والصحافة والكتاب، وشعرت اني سأنتصر لها ان اعطيت لي الفرصة، وسوف احدث تغيير حقيقي وملفت في وقت قصير جدا.
- هل حقق مشروع ملاذات آمنة ما كنتِ تطمحين إليه؟
ما كنت اطمح اليه لا، ولكنه حقق نتائج جيدة للفتيات اللواتي أشعر بالألم الشديد نحوهن واشعر ان حياتهن اصبحت ليس لها اي سند سوى مشروع ملاذات آمنه، واطمح ان يتوفر دعم للمؤسسة حتى نتمكن من مساعدة العشرات والمئات من الفتيات، وان يكون لنا شرف خدمتهن، ومساعدتهن، واسعادهن.
- كلمة أخيرة توجيهناها
أطمح إلى مساعدة جميع الأطفال حول العالم، وأطفال الحروب خصوصاً
إيلاف العثمان