“مرآتي يا مرآتي كلميني من هي أجمل إمرأة في الدنيا؟”
تجاوب المرآة :” يا الملكة لا تقلقي أنت الأجمل بين نساء الأرض!”
كثير مننا قرأوا او حتى شاهدوا قصة ” بياض الثلج والاقزام السبعة” Snow white.
تتذكروا هذا الحوار؟، كان بين الملكة الشريرة والمرأة لو تتذكرو؟!!
وتعرفون باقي القصة: الفتاة الصغيرة بياض الثلج تصير هي الأجمل في العالم لأن قلبها الأبيض يشع من الداخل،
( نحن والمرآة)
صديقاتي واصدقائي،
أنا، وأنتو، ما هي علاقتنا بالمرآة؟
وما هي علاقة كل واحد مننا بجسمه ؟
ممكن نشاهد فتاة جميلة جداً وجسمها متناسق، بس اذا شفناها من قريب ، وتعرفنا عليها، نشوف أنها فاقدة للثقة بنفسها، ومش راضية عن جسمها، وتتمنى أنها تشبه فلانة من الفنانات ولا العارضات او الشهيرات.
طيب، ليش تتمنى أنها تشبهها؟
( صورة الجمال)
حقيقة أنا ما ألوم أحداً. فكل ما من حولنا يخلينا نشعر بعدم الثقة بأنفسنا.
الاعلانات، التلفزيونات، المؤثرين والمؤثرات في مواقع التواصل الاجتماعي…
كلهم يركزو على صورة واحدة لنا نحن ك فتيات وشباب.
الفتاة النحيفة، التي ما تهتم الا بشكلها، وشعرها، ووجهها، وجمالها.
والشاب الذي يمضي اغلب وقته في ال Gym عشان يربي عضلاته، وينحت جسده.
ولكن سؤالي هو: ايش خلف هذا المظهر والنحافة والعضلات المفتولة؟
لا أحد يجاوبنا على ذلك!
( أنا مميز)
تعرفو ايش يخبىء الاهتمام المفرط بجسمنا؟
اشياء كثيرة. وخلوني اكون معكم صريحة أكثر، أشياء غير ايجابية.
فسبحان الله، كل شخص مميز بشكله، ووجهه، وشخصيته، وافكاره.
وأنا شخصياً، ندى الأهدل، أختلف عن غيري، وكل واحدة منكم مختلفة عني.
وتجربتي في الحياة، برغم عمري الصغير، كانت غنية ولله الحمد بالعمل من أجل قضية، واللقاء مع اشخاص مميزين.
وعلمتني هذي التجربة أني اشوف الجمال او البشاعة من الداخل، مش من الخارج.
وكذا كمان اشتي الناس تنضر لي. ما اشتيهم يقولوا اني جميلة ولا مش جميلة. سمينة ولا رفيعة. اشتيهم يعاملوني كإنسان متكامل، بجسده وروحه.
( الرضى عن الذات)
صديقاتي واصدقائي،
ماحد بيعاملني على حقيقتي وينظر لي من الداخل مش بس في الخارج، اذا ما حققت شيئ مهم جداً في حياتي
يجب ان اتقبل جسدي وشكلي.
واتصالح مع جسمي بالدرجة الاولى.
واوقف الخوف والهلع امام بضعة كيلوغرات زيادة ولا ناقصة. او امام انف قد لا يشبه انف فلانة من الفنانات.
هذا ما يعني أني اهمل جسدي والاعتناء فيه.
ولا يعني ايضا اني اهمل صحتي.
لا، طبعاً. بلعكس يعني اني احب نفسي مثل ما أنا.
( انظروا الآن الى المرآة)
عودوا الان الى المرآة، وانظروا لها جيداً وحبوا انفسكم.
روحنا الحلوة هي الأهم.
هي جسدنا الحقيقي.
هي نحن.
وهي الشيء الوحيد الذي يجب أن يميزنا، في عيون الله تعالى، والناس من حولنا.
