نسمع كل يوم قصة جديدة عن تحرش جنسي تعرضت له طفلة أو طفل بعمرنا أو بعمر اخواتنا..
فلانة هي وذاهبة عالمدرسة، فلانة من أحد أقاربها أو الجيران أو غريب.
بالنسبة لي وللبنات في عمري، نحن نعيش في مرحلة عمرية انتقالية.
ندخل المراهقة، واجسادنا تبدأ تتغير، ونشعر بأننا بدأنا ننتمي الى عالم الكبار، وبدأنا نلفت النظر.
نسمع في الطريق بعض المعاكسات. كلمات وعبارات يحاولون من خلالها التقرب منا.
احيانا تكون جميلة، واحياناً بذيئة ومؤذية.
( ماذا يعني التحرش؟ )
في الحالتين هذا اسمه تحرش، ولا اشوف نفسي ابداً سعيدة بسماعه، مهما حمل من محاولات الاطراء والغزل.
مش من حق احد ان يعاكسني او يعاكسك في الشارع، او في المول، او في اي مكان آخر.
وخصوصاً حين نعرف انه مرات كثيرة، يتحول التحرش اللفظي الى تحرش جسدي، ويتمادى المتحرش في قلة أخلاقه ودينه، ويستغل خوفنا وصمتنا، وقد يعتدي علينا جسديا.
المهم أنه في هذه الحالات، وبحسب الظروف، يجب علي أن ابتعد قدر الامكان عن المتحرش، واحاول الاستعانة بأحد الكبار لردعه، واخبار اهلي في اسرع وقت بما جرى.
( التحرش جريمة)
اخواتي، التحرش ليس حقاً من حقوق الشباب والرجال، لا بل هو جريمة.
وهو جريمة أكبر حين يحصل من داخل مجتمعنا الصغير، اي من قلب عائلاتنا ، مع الأسف.
وهنا الصدمة الكبرى. وقتها نشعر كم هو الخطر قريب منا ونحن ما ندري.
نعم.. هذه حقائق.. وقد تكون أي واحدة بعمرنا ضحية هذه التجربة البشعة أيضاً.
أنا.. إنتَ.. إنتِ.. كلنا معرضين للتحرش الجنسي.
وهناك بعض الامور التي علينا في عمرنا ان نتعرف عليها، لحماية أنفسنا من التحرش.
( ماذا عليَّ أن أفعل؟)
لماذا لا نبدأ بسؤال أهلنا عن الموضوع؟ يمكنني أن اسأل أمي مباشرة، حتى لو لم تحدثني هي عنه.
اسألها: كيف أميز التحرش الجنسي عن غيره من الأفعال؟
ما هي طريقة التصرف الصحيحة مع المتحرش؟
كيف أحمي نفسي؟
والمهم ألا أخاف ابداً من إلقاء اللوم عليَّ في حال تعرضت للتحرش. فالمتحرش هو المذنب وليس أنا. نعم هو المذنب. علي اشرح لأهلي بالتفصيل ما حصل معي، وانتظر نصائحهم وتوجيهاهم.
( المعرفة سلاح)
وطالما نحن ننتمي الى عصر الانترنت، فلماذا لا استفيد من بحر المعلومات الموجود بين يديَّ، وابدأ بالبحث فيه عما يحميني من التحرش، وعن بعض المعلومات المفيدة عنه؟
فالمعرفة هي سلاح قوي لبنات جيلنا، وانا شخصياً استفدت كثيرا في حياتي من هذا السلاح.
بالاضافة طبعاً الى سلاح القانون الذي يجب ان يكون الاقوى في المجتمع.
صحيح انني في نظر القانون فتاة قاصرة. ولكن انا شخصيا، تحملت وما زلت اتحمل مسؤولية حماية نفسي، واتخاذ القرارات المناسبة لحياتي.
مع أهلي، وثقافتي، وتصرفاتي الصحيحة، انا قادرة الى حد كبير على مواجهة التحرش، وعدم السماح للمتحرش بايذائي.
وإنتِ ايضاً قادرة على لذك.